نجح مُنتخب المغرب في تحقيق مُعجزة كروية حقيقية بالوصول لنصف نهائي كأس العالم، ضارباً موعداً مع مُنتخب فرنسا العامر بالنجوم.

جاء تأهل المغرب بعد مشوارٍ ملحمي أسطوري ستُخلده كُتب التاريخ، ليصل التدوين للفصل الأخير الذي وثق الفوز التاريخي على البرتغال في ربع النهائي بهدفٍ جميل سجله الموهوب يوسف النصيري.

وفي الجهة المُقابلة، نجح مُنتخب فرنسا في انتزاع بطاقة التأهل للمُربع الذهبي بعد فوزٍ شاق ودرامي على الجارة إنجلترا بنتيجة 2-1.

وبالتأكيد نتمنى جميعاً أن تتواصل المُعجزة المغربية لأبعد مدى مُمكن، فالحلم الكبير أصبح على مرمى حجر.

عوامل القوة المغربية

قدم المُدرب المغربي الشاب وليد الرجراجي نسخة مغربية مُميزة لأسود أطلس، فالمُنتخب العربي القادم من أقصى نقطة في غرب شمال إفريقيا يبدو مُتكاملاً بشكلٍ يُثير الإعجاب.

وميزت المُشاركة المغربية في نسخة هذا العام وفرة العناصر المُميزة في كافة الخطوط، بداية من الحارس الأمين ياسين بونو الذي يُقدم أداءً إعجازياً، مروراً بخط الدفاع والوسط، وصولاً للأسلحة الهجومية المهارية القادرة دوماً على صناعة الفارق.

وبالتأكيد سيكون عامل القوة الأبرز لتحقيق الحلم العربي في المونديال هو الجمهور الذي كان وفياً مُخلصاً لمُنتخبه منذ بداية المشوار وحتى الآن.



ديوك فرنسا الزرقاء ليست في أبهى حالاتها
من جانب آخر فإن فرنسا لا تبدو في أفضل حالاتها بكل الصدق، وظهر ذلك في أداء الديوك أمام مُنتخب إنجلترا في ربع النهائي، وظهر واضحاً إمكانية ضرب الدفاعات الفرنسية في حالة اللعب السريع.

وسيكون على المُدرب المغرب تطبيق خطته المُحكمة لحرمان الديوك من عوامل قوتها كما فعل ساوثجيت في مُواجهة الجارين، وأن يستغل سرعات لاعبيه ومهاراتهم المُبهرة في مُباغتة أبطال العالم.

وبالنظر للشق الهجومي المغربي نجد أن رفاق النصيري وأوناحي وزياش قادرين على صناعة الحدث في نصف النهائي، شريطة عدم إهدار الفرص السهلة كما رأينا في مُباريات المغرب السابقة، فكل فرصة أمام الفرنسيين ستكون لها ثمن.

وستكون ورقة الدفاع المغربي من بين أوراق القوة، فالمغرب لم يتلقى طوال مشواره حتى الآن سوى هدف وحيد جاء عكسياً، في حين تلقت فرنسا هدفاً في كل مُباراة لعبتها بلا استثناء.

حيث تلقت هدفاً من أستراليا والدنمارك وتونس في دور المجموعات، قبل أن تتلقى هدفاً من بولندا في دور الـ 16، وهدفاً من إنجلترا في ربع النهائي.



المغرب يُواجه فرنسا رسمياً للمرة الأولى
بالنظر لتاريخ مُواجهات المغرب وفرنسا على مستوى المُنتخبات الأولى، نجد أن المُباراة المُقبلة في نصف النهائي هي الأولى رسمياً بين المُنتخبين.

وبشكلٍ عام فقد واجه المغرب فرنسا في 5 مُباريات ودية سابقة، فاز في مُباراة، وتعادل في مُباراة، وخسر في 3 مُباريات.

فوز المغرب الوحيد جاء على أرض ملعب محمد الخامس في إطار كأس الملك الحسن الثاني، وأقيم اللقاء يوم 29 مايو 1998، وانتهى في البداية بنتيجة التعادل 2-2، قبل أن تبتسم ركلات الترجيح لأسود أطلس.

سجل هدفي المغرب في اللقاء بصير صلاح الدين، فيما سجل هدفي فرنسا كلاً من لوران بلان ويوري دجوركاييف.